كان يوما" عاديا" عندما أطلت من شرفتها
وداعب النسيم خصلات شعرها ليحولها إلى بركان هادر ينفض عن يومها ذكريات ليلة بائسة قضتها تسبح
في بحر من حزن مقيت وتوسلات خافتة تذّكرها بذلك الذي امتطى صهوة مشاعرها ثم ترجل متعللا" بسبب واهٍ
وها هي تحاول التقاط حروف حوار لقائهما الأخير
كان وجهه قد خلا من التعابير وكأنه تحول إلى تمثال يشبه ذاك التمثال القابع في وسط المدينة وفي بذته
الرمادية وعطره الأخاذ قد حجز لنفسه مقعد ضمن من اجتاز بوابة الأساطير
كيف تناهى إلى سمعه أنها تهوى سواه ولم يكن قلبها قد عزف إلا باسمه
وجاء مودعا" رافعا" رأسه بعزة مزيفة وكرامة متّصنعة فكيف له أن يلومها على مجرد خبر كاذب بينما قد حيكت الأساطير حول غرامياته
وكان الحب الضاغط على أنفاسها القابع في كل زاوية من زوايا روحها المتفشي بين أضلاعها كورم خبيث أبت استأصاله وفضلت الموت حبا" على أن تواجهه بما تسمع
وها هو أتى يعرج على عكاز الكرامة ويتكأ على حبال الحب الذا ئب الذي ما فتأ يردد كلماته على كل من يلتقيها قائلا"
راحل أنا فلست من يرضى على نفسه أن يكون الآخر
تركت جوارجها تناشده عنها
وأبت نظراتها إلا أن ترسل بريق حزين عله يستشف منه أنها لم تهوى سواه
وترجلت من فوق غرور الأنثى فيها لتهمس بصوت غير مسموع ليتك تعلم كيف أنك تغوص في أعماق خلايا روحي
كيف تقتات حروف اسمك من جدائل دمي
كيف تتأرجح نظراتك في شراييني مسببة بكل ارتعاشة لها ملايين النبضات التي ُتسفح على بقايا بسمة تركت بصمتها ترتع في بساتين خيالي
كان صوته يدوي كقنبلة موقوتة اتخذت بين حبالها الصوتية مكان لها لتنفجر ناشرة صدى أنينها في أرجاء محيطه
ومن بعيد كل يوم تراه
تستنفذ كل طاقات الا ختباء وراء اللا مبالاة وتتستر بعباءة النسيان
لتبقى كما أرادت
متربعة على عرش حب يرتجف في أحشائها كجنين أتم شهره التاسع يحاول التولّد من رحم مشاعرها وتأبى
عليها كل نبضات قلبها المكسور إلا الصمت مستحلفة إياها أن لا تسفحها على أعتاب تمثال رفع يده بمشعل
الوفاء وحاول أن يكون ظاهره الأنقى
بينما سبحت أهدافه في قنوات لحب مريب تنبعث منه رائحة التخاذل
وترتمي كلماته المعسولة كل يوم في حضنٍ جديد